إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علم الطبائع والمثلث عند الإغريق والصينيين القدماء وعند المسلمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ايضا
    ابن الهيثم
    وابن سينا
    والدورة الدموية الصغرى
    والدورة الدموية الكبرى

    وما ادراك ما الكبرى وما الصغرى
    اللهم صل على سيدنا محمد
    وعلى اله وسلم

    تعليق


    • #17
      [QUOTE=Strabor;n21065][CENTER]العناصر الأربعة عند الإغريق:
      كان علم الطبائع حجر الزاوية في التفكير الفلسفي والعلمي لدى العديد من الحضارات القديمة، ولا سيما الإغريق.
      فهم اعتبروا أن هذه العناصر الأربعة (النار، التراب، الهواء، الماء) هي اللبنات الأساسية التي يتكون منها كل شيء في الكون،
      وأن لكل منها صفات وخصائص تميزها عن الأخرى.

      توسعًا في هذا الموضوع، أود أن أضيف بعض النقاط الهامة:

      أفلاطون وأرسطو:
      كان لأفلاطون وأرسطو، الفيلسوفين الإغريقيين الكبيرين، دور كبير في تطوير نظرية العناصر الأربعة.
      فقد ربط أفلاطون هذه العناصر بالأشكال الهندسية (النار: رباعي الأوجه، التراب: مكعب، الهواء: ثماني الأوجه، الماء: عشريني الأوجه)،
      بينما ربط أرسطو هذه العناصر بخصائص أساسية مثل الحرارة والبرودة والرطوبة والجفاف.

      انا أميل لأرسطو اكثر من افلاطون
      مع الاخذ في الاعتبار الاعتدال مع العناصر الاربعة
      اللهم صل على سيدنا محمد
      وعلى اله وسلم

      تعليق


      • #18
        السلام عليكم

        جزاكم الله خيرا اخي استرابور

        موضوع مهم ورائع جمعت فيه عدة نقاط واراء مهمه جدا

        وياحبذا أن تأتي بكلام أرسطو أو ابن خلدون كاملا

        ليعم النفع ويتسع النقاش

        تعليق


        • #19

          الفيلسوف أنبادوقليس

          ونظرية العناصر الأربعة في الفلسفة؟

          أنبادوقليس هو أحد فلاسفة الطبيعة في عصر ما قبل سقراط؛ ويعود الفضل إليه في تأسيس نظرية العناصر الأربعة وهي العناصر التي تنشأ منها الطبيعة (الماء والهواء والتراب والنار). في هذا المقال نخوض معاً رحلة داخل عقل هذا الفيلسوف أنبادوقليس.

          يعتقد أنبادوقليس أن كل الموجودات أو العناصر الموجودة في الطبيعة تنشأ من أربعة عناصر أو “أصول” كما أطلق عليها، وهذه العناصر الأربعة هي الماء والهواء والتراب والنار. وكل التغيرات التي تحدث في الطبيعة إنما تحدث نتيجة امتزاج هذه العناصر الأربعة وانفصالها. أما التغير الموجود في الطبيعة والتنوع فيها فيأتي نتيجة لتغير نسب هذه العناصر الأربعة وتفاوتها. فعندما تموت شجرة مثلاً أو حيوان تنفصل هذه العناصر الأربعة المكونة لهذه الأشياء وتتفرق من جديد لتكون عنصراً جديداً.
          ولذلك نرى التغير الموجود في الطبيعة. لكن هذه العناصر الأربعة تظل ثابتة لا تتغير فهي الأصل حتى بتحول أي شكل من الأشكال التي تدخل في تكوينها.

          ومن هذا المبدأ نرى أن لا شيء يتغير ويقصد هنا أن العناصر التكوينية تظل ثابتة. إن ما يحدث بالفعل هو أن العناصر الأربعة تتحد وتنفصل ثم تمتزج وتتفرق من جديد في دورة لا نهاية لها.

          لماذا أربعة عناصر بالتحديد؟
          ولماذا هي النار والماء والتراب والماء وليس غيرها؟

          من أين جاءت فكرة العناصر الأربعة؟


          إذا عدنا قليلاً إلى الوراء نلاحظ أن فلاسفة الطبيعة الإغريق كانوا يحاولون التوصل إلى المادة الأولية التي تنشأ منها الموجودات في الطبيعة، فمنهم من اقترح أن الماء هو المادة الأولية ومنهم من اقترح الهواء ومنهم من رأى أن النار هي العنصر الأول. فلقد كان طاليس وانكسيمانس كلاهما مقتنع بأن الماء والهواء من عناصر الطبيعة الأساسية. أما بالنسبة للنار فكان الاعتقاد السائد لدى الإغريق أن الشمس ذات أهمية قصوى لحياة الكائنات الحية، كما لاحظوا أن جسم الانسان ينتج عنه حرارة تتفاوت نسبتها في كل وقت.

          أما أنبادوقليس فلقد شاهد الأخشاب وهي تحترق وتتحلل رويداً رويداً حتى لا يبقى منها سوى الرماد، ومن هنا جاءت فكرة التراب. وخلال ملاحظته لاحتراق هذه الأخشاب كان يستمع إلى طقطقتها فاعتقد أنها هذه الطقطقة بسبب الماء، ولما رأى أن احتراق الأخشاب ينتج عنه دخان فربط بينها وبين الهواء. ومن هنا جاءته فكرة تجميع هذه العناصر الأربعة معاً ليصنع منها نظريته. وبعد أن أوضح أنبادوقليس أن كل التغيرات التي تحدث في الطبيعة تأتي نتيجة تفاعل أو اتحاد العناصر الأربعة وتفرقها لم يتبقى سوى أمر أخير عليه تفسيره، وهو لماذا تتجمع هذه العناصر لتخلق حياة جديدة؟


          (الحب والكراهية في فلسفة أنبادوقليس)

          للإجابة على هذا السؤال أوضحت فلسفة أنبادوقليس أن هناك قوتين متعارضتين تؤثران في الطبيعة هما:
          الحب والكراهية. فالحب هو قوة التجميع والتوحيد أما الكراهية فهي قوة الفصل والتفرقة.
          وربما نلاحظ أن الفيلسوف أنبادوقليس هو من أوائل الفلاسفة الذين استطاعوا التمييز بين “العنصر” و “القوة” وهو التمييز الذي يقيمه العلم الحديث بين “المواد الأولية” وبين “القوى الطبيعية”. فالعلم الحديث يعتقد أن جميع الظواهر الطبيعية يمكن ردها إلى التآلف بين المواد الأولية والقوى الطبيعية المختلفة.

          كذلك تساءل أنبادوقليس عن كيفية إدراكنا للأشياء من حولنا؟ فلماذا نرى؟ وكيف نرى؟ وقد حاول الإجابة على هذا السؤال وفقاً لنظرية العناصر الأربعة كذلك. حيث يقول إن العين البشرية مكونة – مثل كل شيء في الطبيعة – من التراب والماء والهواء والنار وبالتالي فإن عنصر التراب في العين سيدرك عنصر التراب فيما نراه، وكذلك يفعل عنصر الهواء والماء والنار. أما إذا فقدت العين أي عنصر من هذه العناصر الأربعة لسبب او لآخر مثل المرض على سبيل المثال فإنها لن تستطيع رؤية الطبيعة في كليتها.

          المراجع:

          فلاسفة يونانيون – العصر الأول – د. جعفر آل ياسين.
          الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون – د. عزت قرني.
          التعديل الأخير تم بواسطة رشيد; الساعة 08-04-2024, 10:52 AM.

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالعزيز الشاذلي مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم

            جزاكم الله خيرا اخي استرابور

            موضوع مهم ورائع جمعت فيه عدة نقاط واراء مهمه جدا

            وياحبذا أن تأتي بكلام أرسطو أو ابن خلدون كاملا

            ليعم النفع ويتسع النقاش
            حاضر شيخنا الكريم، نذكر هنا أقوال أرسطو عن العناصر الأربعة،
            وما جاء في مقدمة ابن خلدون حول هذا الموضوع.


            أرسطو والعناصر الأربعة: نظرة تفصيلية


            أرسطو، الفيلسوف اليوناني العظيم، قدم نظرية شاملة عن الكون والمادة، واعتمد فيها بشكل كبير على مفهوم العناصر الأربعة. لقد رأى هذه العناصر ليست مجرد مكونات مادية، بل هي تمثل قوى طبيعية تحكم حركة وتغير الأشياء في العالم.

            ما هي العناصر الأربعة عند أرسطو؟
            1. التراب (الأرض): يعتبر أرسطو التراب العنصر الأثقل والأكثر استقراراً، ويميل بشكل طبيعي إلى الحركة نحو الأسفل. يرتبط بالتجمد والبرودة واليبوسة.
            2. الماء: يعتبر الماء أثقل من الهواء وأخف من التراب. يرتبط بالبرودة والرطوبة، ويميل إلى الحركة نحو الأسفل بعد التراب.
            3. الهواء: أخف من الماء والتراب، ويميل إلى الحركة نحو الأعلى. يرتبط بالحرارة والرطوبة.
            4. النار: أخف العناصر وأكثرها نشاطاً، ويميل إلى الحركة نحو الأعلى بشكل مستمر. يرتبط بالحرارة واليبوسة.

            كيف تتفاعل هذه العناصر؟
            • التحول: اعتقد أرسطو أن العناصر الأربعة يمكن أن تتحول من حالة إلى أخرى تحت ظروف معينة. على سبيل المثال، يمكن تحويل الماء إلى بخار (هواء) عن طريق التسخين.
            • الاختلاط: يعتبر أرسطو أن جميع الأجسام المادية تتكون من مزيج من العناصر الأربعة بنسب مختلفة، وهذا ما يحدد خصائصها.
            • الأماكن الطبيعية: لكل عنصر مكان طبيعي يسعى إليه. فالتراب يسعى إلى المركز، والماء إلى طبقة فوق التراب، والهواء إلى الطبقة التالية، والنار إلى أعلى.

            أهمية نظرية العناصر الأربعة:
            • شرح التغيير والتحول: قدمت هذه النظرية إطاراً لفهم التغيرات التي تحدث في الطبيعة، مثل التبخر، التكثيف، الاحتراق، والتعفن.
            • أساس الفلسفة الطبيعية: شكلت هذه النظرية الأساس للفلسفة الطبيعية في العصور الوسطى، وأثرت على تفكير العلماء والفلاسفة لقرون عديدة.
            • التأثير على الفن والعمارة: استخدم الفنانون والمهندسون مفهوم العناصر الأربعة في أعمالهم، حيث ربطوا كل عنصر بمشاعر وأحاسيس معينة.


            ترتيب العناصر الأربعة

            لا يوجد فيلسوف شهير نسب هذا الترتيب المحدد للعناصر (نار ثم تراب ثم هواء ثم ماء).

            الترتيب الشائع للعناصر الأربعة كما ذكرها الفيلسوف اليوناني أرسطو هو:
            • النار: كونها أخف العناصر وتسعى إلى الأعلى.
            • الهواء: أخف من التراب وأثقل من النار.
            • الماء: أثقل من الهواء وأخف من التراب.
            • التراب: أثقل العناصر ويسعى إلى الأسفل.

            أرسطو اعتمد في هذا الترتيب على ملاحظاته عن الطبيعة وحركتها، وربط كل عنصر بصفات معينة:
            • الحرارة والبرودة: النار حارة والماء بارد، والتراب والهواء يأتيان بينهما.
            • الرطوبة واليبوسة: النار يابسة والماء رطب، والتراب والهواء يأتيان بينهما.

            لماذا اختلف هذا الترتيب؟
            • تفسير خاطئ: ربما يكون هناك خلط بين ترتيب العناصر عند أرسطو وبين نظريات أخرى.
            • نظريات لاحقة: قد تكون هناك نظريات لاحقة عدلت أو أضافت إلى تصنيف أرسطو.
            • ترجمات مختلفة: قد يكون هناك اختلاف في الترجمة أو التفسير بين المصادر المختلفة.


            ترتيب العناصر في الأبراج السماوية

            لا يمكن نسب ترتيب العناصر في الأبراج السماوية (نار للحمل، تراب للثور، هواء للجوزاء، ماء للسرطان) إلى حضارة واحدة محددة بشكل قاطع. هذا النظام هو نتيجة لتطور فلكي وتنجيمي عبر آلاف السنين، وتأثر بمعتقدات ودراسات حضارات متعددة.

            ولكن، يمكننا تتبع بعض الجذور التاريخية لهذا النظام:
            • الحضارات القديمة:
              • البابليون: يعتبر البابليون من أوائل الشعوب التي قامت برصد الأجرام السماوية وتقسيمها إلى أبراج. لقد ربطوا بين الأبراج والآلهة والأحداث الأرضية، وربما كانوا من أوائل من لاحظوا تكرار ظهور بعض الأنماط في حركة الكواكب والنجوم.
              • المصريون القدماء: اهتم المصريون القدماء بدراسة السماء وتأثيرها على الحياة الأرضية. قاموا بتقسيم السماء إلى مناطق مرتبطة بالآلهة والأحداث الكونية.
              • الإغريق: طور الإغريق علم الفلك والفلسفة، وربطوا بين الأجرام السماوية وخصائص الإنسان. وقد تأثروا بالبابليين والمصريين في تصنيفهم للأبراج.
            • علم التنجيم: تطور علم التنجيم عبر العصور، وأضاف كل شعب لمسة خاصة به. فمثلاً، الإغريق ربطوا الأبراج بأساطيرهم، بينما ربط الهنود الأبراج بالنظام الكرمي.
            • القرون الوسطى: في العصور الوسطى، تأثر علم التنجيم بالفلسفة الأرسطية واللاهوت المسيحي، مما أدى إلى تطوير نظام أكثر تعقيدًا لربط الأبراج بالشخصية والمستقبل.

            لماذا هذا الترتيب؟

            الربط بين العناصر والأبراج هو محاولة لفهم الطبيعة وتأثيرها على حياة الإنسان. كل عنصر يرتبط بصفات معينة:
            • النار: يرمز إلى الطاقة والحماس والإبداع.
            • التراب: يرمز إلى الاستقرار والعملية والواقعية.
            • الهواء: يرمز إلى الفكر والتواصل والمرونة.
            • الماء: يرمز للعواطف والحدس والعمق.

            ختامًا:

            لا يمكننا تحديد حضارة واحدة هي المسؤولة عن هذا الترتيب، بل هو نتيجة لتراكم المعرفة والتجارب عبر آلاف السنين. هذا النظام يمثل محاولة إنسانية لفهم الكون وتأثيره على حياتنا، وهو جزء من التراث الثقافي للإنسانية.


            سلام قولا من رب رحيم

            تعليق


            • #21
              ابن خلدون والطبائع الأربعة والأوفاق: نظرة تفصيلية


              مقدمة ابن خلدون، ذلك العمل الفريد في مجال التاريخ والفلسفة الاجتماعية، تتضمن العديد من الأفكار والمفاهيم التي استمدها من التراث الفكري العربي والإسلامي، ومن ضمنها نظرية العناصر الأربعة والأوفاق.


              العناصر الأربعة في فكر ابن خلدون


              يُعتبر ابن خلدون من المفكرين الذين استندوا بشكل كبير على نظرية العناصر الأربعة في تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية. فقد رأى أن هذه العناصر هي أساس تكوين الكون، وأن لكل عنصر تأثير على طبيعة الأشياء والكائنات.
              • الترابط بين العناصر والأخلاق: ربط ابن خلدون بين العناصر الأربعة والأخلاق الإنسانية. فمثلاً، نسب الحرارة والشجاعة إلى عنصر النار، والاستقرار والصلابة إلى عنصر التراب، والمرونة والتكيف إلى عنصر الهواء، والبرودة والعاطفة إلى عنصر الماء.
              • تأثير العناصر على الأمم: اعتقد ابن خلدون أن اختلاف الأمم في طبائعها وسجاياها يعود إلى اختلاف نسبة العناصر الأربعة في أجسامهم وأرضهم. فالأمم التي تسكن مناطق حارة وجافة تميل إلى أن تكون أكثر شجاعة وحماساً، بينما الأمم التي تسكن مناطق باردة ورطبة تميل إلى أن تكون أكثر هدوءاً وتأملاً.
              • العناصر والأوفاق: استخدم ابن خلدون مفهوم الأوفاق، وهي عبارة عن مجموعات من الحروف والأرقام والأشكال الهندسية، في محاولة لفهم العلاقة بين العالم المادي والعالم الروحاني. فقد رأى أن الأوفاق يمكن أن تستخدم للتأثير على الطبيعة والقوى الخفية، وأن للعناصر الأربعة دوراً هاماً في تكوين هذه الأوفاق.

              الأوفاق في فكر ابن خلدون


              الأوفاق في فكر ابن خلدون ليست مجرد رموز أو أشكال هندسية، بل هي أدوات لفهم الكون والتأثير فيه. وقد استند في نظريته هذه إلى مجموعة من المصادر، منها:
              • التراث العربي الإسلامي: استمد ابن خلدون الكثير من أفكاره حول الأوفاق من التراث العربي الإسلامي، خاصة في مجال علوم الحروف والأعداد.
              • الفلسفة اليونانية: تأثر ابن خلدون بفلسفة أرسطو وبطليموس، اللذين كانا يعتقدان بوجود علاقة بين الأعداد والأشكال الهندسية والكون.
              • العلوم التجريبية: على الرغم من اهتمامه بالعلوم الغيبية، إلا أن ابن خلدون كان يؤمن بأهمية الملاحظة والتجربة في فهم الطبيعة.
              سلام قولا من رب رحيم

              تعليق


              • #22
                ننقل هنا بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون حول العناصر الأربعة والأقاليم وألوان البشر،
                وقد مزج هذا العالم العظيم بين الجغرافيا وعلم الاجتماع لتفسير بعض الظواهر الطبيعية.

                قد بيّنا أنّ المعمور من هذا المنكشف من الأرض إنّما هو وسطه لإفراط الحرّ في الجنوب منه والبرد في الشّمال.
                ولمّا كان الجانبان من الشّمال والجنوب متضادّين من الحرّ والبرد وجب أن تتدرّج الكيفيّة من كليهما إلى الوسط
                فيكون معتدلا فالإقليم الرّابع أعدل العمران والّذي حافاته من الثّالث والخامس أقرب إلى الاعتدال
                والّذي يليهما والثّاني والسّادس بعيدان من الاعتدال والأوّل والسّابع أبعد بكثير
                فلهذا كانت العلوم والصّنائع والمباني والملابس والأقوات والفواكه بل والحيوانات
                وجميع ما يتكوّن في هذه الأقاليم الثّلاثة المتوسّطة مخصوصة بالاعتدال
                وسكّانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا حتّى النّبوءات فإنّما توجد في الأكثر فيها ولم نقف على خبر بعثة في الأقاليم الجنوبيّة ولا الشّماليّة
                وذلك أن الأنبياء والرّسل إنّما يختصّ بهم أكمل النّوع في خلقهم وأخلاقهم قال تعالى
                «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ٣: ١١٠»
                وذلك ليتمّ القبول بما يأتيهم به الأنبياء من عند الله
                وأهل هذه الأقاليم أكمل لوجود الاعتدال لهم فتجدهم على غاية من التّوسّط في مساكنهم وملابسهم وأقواتهم وصنائعهم
                يتّخذون البيوت المنجّدة بالحجارة المنمّقة بالصّناعة ويتناغون في استجادة الآلات والمواعين ويذهبون في ذلك إلى الغاية وتوجد لديهم المعادن الطّبيعيّة من الذّهب والفضّة والحديد
                والنحاس والرّصاص والقصدير ويتصرّفون في معاملاتهم بالنّقدين العزيزين ويبعدون عن الانحراف في عامّة أحوالهم وهؤلاء أهل المغرب والشّام والحجاز واليمن والعراقين والهند والسّند والصّين وكذلك الأندلس ومن قرب منها من الفرنجة والجلالقة والرّوم واليونانيّين ومن كان مع هؤلاء أو قريبا منهم في هذه الأقاليم المعتدلة ولهذا كان العراق والشّام أعدل هذه كلّها لأنّها وسط من جميع الجهات. وأمّا الأقاليم البعيدة من الاعتدال مثل الأوّل والثّاني والسّادس والسّابع فأهلها أبعد من الاعتدال في جميع أحوالهم فبناؤهم بالطّين والقصب وأقواتهم من الذّرة والعشب وملابسهم من أوراق الشّجر يخصفونها عليهم أو الجلود وأكثرهم عرايا من اللباس وفواكه بلادهم وأدمها غريبة التّكوين مائلة إلى الانحراف ومعاملاتهم بغير الحجرين الشّريفين من نحاس أو حديد أو جلود يقدّرونها للمعاملات وأخلاقهم مع ذلك قريبة من خلق الحيوانات العجم حتّى لينقل عن الكثير من السّودان أهل الإقليم الأوّل أنّهم يسكنون الكهوف والغياض ويأكلون العشب وأنّهم متوحّشون غير مستأنسين يأكل بعضهم بعضا وكذا الصّقالبة والسّبب في ذلك أنّهم لبعدهم عن الاعتدال يقرب عرض أمزجتهم وأخلاقهم من عرض الحيوانات العجم ويبعدون عن الإنسانيّة بمقدار ذلك وكذلك أحوالهم في الدّيانة أيضا فلا يعرفون نبوة ولا يدينون بشريعة إلّا من قرب منهم من جوانب الاعتدال وهو في الأقلّ النّادر مثل الحبشة المجاورين لليمن الدّائنين بالنّصرانيّة فيما قبل الإسلام وما بعده لهذا العهد ومثل أهل مالي وكوكو والتكرور المجاورين لأرض المغرب الدّائنين بالإسلام لهذا العهد يقال إنّهم دانوا به في المائة السّابعة ومثل من دان بالنّصرانيّة من أمم الصّقالبة والإفرنجة والتّرك من الشّمال ومن سوى هؤلاء من أهل تلك الأقاليم المنحرفة جنوبا وشمالا فالدّين مجهول عندهم والعلم مفقود بينهم وجميع أحوالهم بعيدة من أحوال الأناسيّ قريبة من أحوال البهائم «وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ١٦: ٨» .
                سلام قولا من رب رحيم

                تعليق


                • #23
                  وقد قال ابن خلدون في مقدمته الرابعة في أثر الهواء في أخلاق البشر:



                  قد رأينا من خلق السّودان على العموم الخفّة والطّيش وكثرة الطّرب فتجدهم مولعين بالرّقص على كلّ توقيع موصوفين بالحمق في كلّ قطر والسّبب الصّحيح في ذلك أنّه تقرّر في موضعه من الحكمة أنّ طبيعة الفرح والسّرور هي انتشار الرّوح الحيوانيّ وتفشّيه وطبيعة الحزن بالعكس وهو انقباضه وتكاثفه. وتقرّر أنّ الحرارة مفشية للهواء والبخار مخلخلة له زائدة في كميّته ولهذا يجد المنتشي من الفرح والسّرور ما لا يعبّر عنه وذلك بما يداخل بخار الرّوح في القلب من الحرارة العزيزيّة الّتي تبعثها سورة الخمر في الرّوح من مزاجه فيتفشّى الرّوح وتجيء طبيعة الفرح وكذلك نجد المتنعّمين بالحمّامات إذا تنفّسوا في هوائها واتّصلت حرارة الهواء في أرواحهم فتسخّنت لذلك حدث لهم فرح وربّما انبعث الكثير منهم بالغناء النّاشئ عن السّرور. ولمّا كان السّودان ساكنين في الإقليم الحارّ واستولى الحرّ على أمزجتهم وفي أصل تكوينهم كان في أرواحهم من الحرارة على نسبة أبدانهم وإقليمهم فتكون أرواحهم بالقياس إلى أرواح أهل الإقليم الرّابع أشدّ حرّا فتكون أكثر تفشّيا فتكون أسرع فرحا وسرورا وأكثر انبساطا ويجيء الطّيش على أثر هذه وكذلك يلحق بهم قليلا أهل البلاد البحريّة لمّا كان هواؤها متضاعف الحرارة بما ينعكس عليه من أضواء بسيط البحر وأشعّته كانت حصّتهم من توابع الحرارة في الفرح والخفّة موجودة أكثر من بلاد التّلول والجبال الباردة وقد نجد يسيرا من ذلك في أهل البلاد الجزيريّة من الإقليم الثّالث لتوفّر الحرارة فيها وفي
                  هوائها لأنّها عريقة في الجنوب عن الأرياف والتّلول واعتبر ذلك أيضا بأهل مصر فإنّها مثل عرض البلاد الجزيريّة أو قريبا منها كيف غلب الفرح عليهم والخفّة والغفلة عن العواقب حتّى أنّهم لا يدّخرون أقوات سنتهم ولا شهرهم وعامّة مأكلهم من أسواقهم. ولمّا كانت فاس من بلاد المغرب بالعكس منها في التّوغّل في التّلول الباردة كيف ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن وكيف أفرطوا في نظر العواقب حتّى إنّ الرّجل منهم ليدّخر قوت سنتين من حبوب الحنطة ويباكر الأسواق لشراء قوته ليومه مخافة أن يرزأ [١] شيئا من مدّخره وتتبع ذلك في الأقاليم والبلدان تجد في الأخلاق أثرا من كيفيّات الهواء والله الخلّاق العليم وقد تعرّض المسعوديّ للبحث عن السّبب في خفّة السّودان وطيشهم وكثرة الطّرب فيهم وحاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنّه نقل عن جالينوس ويعقوب بن إسحاق الكنديّ أنّ ذلك لضعف أدمغتهم وما نشأ عنه من ضعف عقولهم وهذا كلام لا محصّل له ولا برهان فيه
                  وَالله يَهْدِي من يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ٢: ٢١٣.


                  سلام قولا من رب رحيم

                  تعليق


                  • #24
                    هنا الكثير مما قاله ابن خلدون في مقدمته حول الطبائع والأفلاك وتأثير الطبائع على أخلاق الأمم،
                    كما ذكر ما كان معروفا من علم الصنعة والطلسمات والأوفاق والزيارج،
                    وقد حاول استخدام العقل والنقد لتفسير الظواهر وعدم تكرار ما جاء في تأويلات السابقين.

                    والشيء الذي أدهشني كثيرا في هذه الأمور هي المجسمات او الأجسام الأفلاطونية الخمسة:


                    بنى أفلاطون نظريته حول الأجسام الأفلاطونية الخمسة على أساس رمزي بحت، وليس على أساس علمي دقيق كما نفهمه اليوم.
                    لقد ربط كل شكل من هذه الأشكال الهندسية المنتظمة بإحدى العناصر الخمسة التي اعتقد أنها تشكل الكون: النار، التراب، الهواء، الماء، والأثير."


                    استند أفلاطون في هذا الربط إلى عدة أسباب رئيسية:
                    • الكمال والتماثل: تعتبر الأجسام الأفلاطونية هي الأشكال الهندسية المنتظمة الوحيدة، مما يجعلها تمتلك أعلى درجة من التماثل والكمال. رأى أفلاطون أن هذا الكمال يعكس الكمال الذي يفترض وجوده في الأشكال المثالية التي تشكل الواقع الملموس.
                    • المقابلات الرمزية:
                      • المثلث واللهب: ارتبط المثلث بالنار بسبب شكله المدبب وحركته الصاعدة.
                      • المربع والأرض: ارتبط المربع بالأرض بسبب استقراره وصلابته.
                      • الثماني السطوح والهواء: ارتبط الثماني السطوح بالهواء بسبب خفته وقدرته على الحركة بحرية.
                      • العشريني السطوح والماء: ارتبط العشريني السطوح بالماء بسبب سيولته وقدرته على أخذ شكل الإناء.
                      • الاثنى عشري والأثير: ارتبط الاثنى عشري بالأثير، وهو العنصر الخامس الذي يملأ الفضاء الكوني ويعتبر جوهرًا إلهيًا.
                    • بناء الكون: اعتقد أفلاطون أن العناصر الخمسة، ممثلة بالأشكال الهندسية، هي اللبنات الأساسية للكون. وحركات وتفاعلات هذه العناصر هي التي تشرح تنوع الظواهر الطبيعية.


                    اذن أعطى أفلاطون للنار العدد 6 ، وللتراب العدد 4، وللهواء العدد 8، وللماء العدد 20.
                    وخصص العدد 12 للأثير الذي هو الجوهر الإلهي عنده.
                    سلام قولا من رب رحيم

                    تعليق


                    • #25
                      يجب الانتباه وعدم خلط أجسام أفلاطون الثلاثية الأبعاد مع الأشكال الثنائية المسطحة.
                      فالمقصود بالمثلث عند أفلاطون هو الهرم ذو أربعة أوجه.
                      والمربع عنده هو المكعب ذو الستة أوجه.
                      سلام قولا من رب رحيم

                      تعليق


                      • #26
                        جزاكم الله خيرا اخي استرابور
                        موضوع كافي ووافي لمن تمعن في طياته وتفرعه

                        تعليق


                        • #27
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          جزاكم الله خيرا اخي استرابور
                          في الكلام على الطبائع و الاخلاط و الطب العربي القديم
                          ونرجو منكم و من مشايخنا اثراء الموضوع في علاجات اختلال الامزجه والاخلاط بعلم الحرف لاعتدال المزاج و البدن
                          على سبيل المثال طغيان البرودة و الرطوبة نعالجها بالحروف النارية
                          والعكس طغيان الحرارة و اليبوسة بالاحرف المائية
                          نرجو من اخونا صاحب الموضوع وشيخنا عبد العزيز و كافة شيوخنا و اخواننا الأعضاء المشاركة وبارك الله فيكم


                          تعليق


                          • #28
                            جزاك الله خيرا
                            ماشاء الله تبارك الله
                            مجهود جبار
                            ماذا عن ابن حيان؟
                            اللهم صل على سيدنا محمد
                            وعلى اله وسلم

                            تعليق


                            • #29
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              والسيوطي أيضا في الرحمه في الطب والحكمه ذكر تأثير الاخلاط الاربعه في أمراض البدن وذكر الأغذية والعلاج بما يتناسب معها من هذا الجانب وهذا بعض ما ذكره على سبيل المثال والله اعلم

                              تعليق


                              • #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله القادري مشاهدة المشاركة
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                جزاكم الله خيرا اخي استرابور
                                في الكلام على الطبائع و الاخلاط و الطب العربي القديم
                                ونرجو منكم و من مشايخنا اثراء الموضوع في علاجات اختلال الامزجه والاخلاط بعلم الحرف لاعتدال المزاج و البدن
                                على سبيل المثال طغيان البرودة و الرطوبة نعالجها بالحروف النارية
                                والعكس طغيان الحرارة و اليبوسة بالاحرف المائية
                                نرجو من اخونا صاحب الموضوع وشيخنا عبد العزيز و كافة شيوخنا و اخواننا الأعضاء المشاركة وبارك الله فيكم

                                السلام عليك اخي
                                ما تريد هو موجود بالفعل في المنتدى في مواضيع الشيخ عبد العزيز الشاذلي فقط ابحث جيدا

                                تعليق

                                يعمل...
                                X