إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابن عزوز وعلم الطبيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن عزوز وعلم الطبيعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد

    علم الطبيعة و ما أودع الله فيها من الحكمة

    أيها الناظر في هذا الباب اعلم أنه من أهم الأبواب و أوكدها و أكثرها فائدة لطالب هذا العلم و لمن أراد معرفة كيفية انتظام الأكوان قاطبة من معدن و و نبات و حيوان و انسان فمن تمهر في هذا الباب عرف تراكيب الأشياء و منافعها و معرفتها .

    فأقول و بالله أستعين أن القدماء قد اختلفوا في الطبائع البسيطة كيف هي و تنازعوا في عددها
    و قال قوم منهم و هم المحققون أرباب البصائر
    أن الطبائع و الأمهات الأوائل هي : الحرارة و الرطوبة و البرودة و اليبوسة ، هي في الحقيقة كيفيات و أوائل البسيطات و لم يختلفوا في ذلك .
    ثمّ يتلوها المركبات الأولى و هي قولنا : حار و بارد و رطب و يابس ، و ذلك أكرمك الله أن قولنا حار فهي مادة صحبتها حرارة و كذلك الأمر في باقيها و ليس ذلك كقولنا حرارة و برودة و رطوبة و يبوسة
    التركيب ثاني و هو قولنا : حار يابس و بارد يابس و حار رطب و بارد رطب فإن هذه الثانية في التركيب ، فقد بان أنها ليست واحدة إذا كانت الحرارة غير اليبوسة و غير الرطوبة و كذلك الحال في البرودة مع غيرها .
    ثمّ يتلوها تركيب ثالث و هي قولنا النار و الهواء و الماء و التراب ،
    ثم تركيب رابع و هو الذي في الأشخاص و ذلك قد ينقسم أقساما إما في العوالم و إما في الفصول الأربعة و هي الصيف و الخريف و الشتاء و الربيع ،
    و أما في الناس و الحيوان فهي الصفراء و الدم و البلغم و السوداء ،
    و اعلم أن العناصر التي في الإنسان ألطف جدا مما في الحيوان لأن طبائع الحيوان كثيفة كدرة جدا ،
    و أما التي في النبات هي التي يقال فيها الأدهان و الأصماغ و البزور و الأصول و كذلك الحال في طبائع الأحجار
    و من نظر إلى ما قلناه في طبائع الحيوان و الانسان فيجب له أيضا أن يجعل القياس في طبائع النبات و الأحجار كذلك سواء و يجعل إصابة الطبائع كالحال في الانسان و يجعل التي في الأحجار كالحال في الحيوان ، ثمّ بعد هذه المركبات سبع مركبات أخرى و هي الآخرة و ذلك كالأدوية و الألبنة و الأغذية و سائر الأشياء التي هذا حالها و جميع الأشياء التي انفلقت اليها جميع الطبائع البسيطات منها و المركبات سبعة أقسام في كلّ عنصر ، فالعناصر أربعة و في كل واحد منها سبعة فيكون المجموع ثمانية و عشرين ، سبعة حارة و سبعة باردة و سبعة رطبة و سبعة يابسة كالحال في الحروف الثمانية و العشرين
    ثم أقول و بالله التوفيق إن الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة مثل النار و الهواء و الماء و التراب من وجوه كثيرة ظاهرة بالحس و القياس ، فمنها النار إنما تصف بالحرارة لأنها حارة يابسة و ليست توصف بالحرارة لأنها نار بل لأنها ليست مركبة لأن كل مركب إنما يكون مؤلفا من أوائله التي يوصف بها ، و إما أن يكون مركبا من أمور عنها لم يزل فالحرارة قبل النار و البرودة قبل الماء و الرطوبة قبل الهواء و اليبوسة قبل التراب ، لكن ذلك عن طريق التحليل الحال في الكبد و الطحال و المرارة و الرأس و الرجلين و اليدين و الرئة و القلب و سائر ما بقي من هذه الأجزاء ؛ فالحرارة من دوام حركة الفلك ، و البرودة من جهة مركز الأرض الذي يسمى مركز الكل ، و لهذا كانت الهيولي فيها فائدة الكون .
    و اعلم أن البرودة تناقض الحرارة في جميع أحوالها كلها أعني في الطبائع و الحركة و السكون ، و كما أن الحرارة كيفية تجمع الأشياء المتماثلة و تفرق الأشياء المتضادة ؛ كذلك الحال في حد البرودة و ذلك أنها تجمع الأشياء المتضادة و تفرق الأشياء المتماثلة و لذلك يقع الخلاف و المناقضة على ذوات المتضادة .



  • #2
    شكرا جزيلا على هذا الموضوع العلمي الأكاديمي
    اخ رشيد
    في الاخير إشارة جميلة هي ان كما ان للحرارة حركة وسكون فالبرودة أيضا لها حركة وسكون
    البرودة تجمع بين المتخاصمين
    وتفرق بين الزوجين
    و الحرارة تجمع بين الزوجين وتفرق المتخاصمين

    تعليق


    • #3
      بارك تلله لكم

      تعليق

      يعمل...
      X