تويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد النور الذاتى والسر السارى فى سائر الاسماء والصفات وعلى اله وصحبه عدد كمال الله وكما يليق بكماله
تعريف بسيدى الامام الشاذلى رضى الله عنه امام ومؤسس الطريقة الشاذلية
هو قطب الزمان . الحامل فى وقته لواء اهل العرفان .
استاذ الاكابر المنفرد فى زمانه بالمعارف والمفاخر .
ذو الماثر السنية والحقائق النورانية .
والتنزلات الغيبية والاسرار القدسية .
ذو الفيض الصمدى ... والمشرب المحمدى .
العالم بالله والدال على الله والداعى الى سبيل جنته
الغوث الجامع وبرق المعارف اللامع .
اوحد اهل زمانه علما وحالا ومعرفة ومقالا .
الشريف الحسيب النسيب . والعهد الذى هو من الله قريب .
ذو النسبتين الطاهرتين الروحية والجسدية .
والوارثتين الكريمتين الحسية والمعنوية
امام العارفين وعلم المهتدين ومعراج الواصلين .
الاستاذ المربى الفاضل تقى الدين سيدنا ومولانا الامام على ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه وارضاه ورضى عنا به امين
نسبه الشريف رضى الله عنه
كما ذكره الامام تاج الدين سيدى احمد بن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه فى لطائف المنن ...
هو على بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصى بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن احمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن على بن ابى طالب . وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله صل الله عليه واله وصحبه وسلم
ولادته رضى الله عنه وارضاه
ففى نحو سنة 593 من الهجرة النبوية . على صاحبها افضل الصلاة والسلام . بقرية من قرى غمارة فى افريقيا . قريبة من سبته وهى بالمغرب الاقصى
صفته رضى الله عنه وارضاه
فهو ادم اللون نحيف الجسم . طويل القامة خفيف العارضين . طويل اصابع اليدين كانه حجازى وكان رضى الله عنه فصيح اللسان عذب الكلام
تلقى رضى الله عنه علوم القرآن والحديث على يد شيوخ بلدته . ثم اتجه بعد ذلك إلى مدينة فاس وسلك طريق التصوف على يد الصوفى الكبير سيدى عبد الله بن أبى الحسن بن حرازم وهو تلميذ سيدى أبى مدين . بعد ذلك توجه لمدينة تونس وتلقى علوم الشريعة وتفقه على مذهب الإمام مالك ودرس علوم الفقه والأدب.
لقاء سيدنا ابو الحسن الشاذلى بسيدنا القطب عبدالسلام بن مشيش
سافر سيدنا أبو الحسن الشاذلى إلى العراق ثم عاد إلى بلده
والتقى بسيدنا عبد السلام بن مشيش إمام أهل المغرب . يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي: لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله، وكنت أطلب القطب .
فقال لي { تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك، ارجع إلى بلادك تجده }
فرجعت إلى المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصّديق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني .
قال سيدنا أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنه
لما قدمت عليه وهو ساكن مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين في أسفل الجبل وطلعت عليه . فلما رآني قال: مرحبًا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار، فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخذني منه الدهش، فأقمت عنده أيامًا إلى أن فتح الله على بصيرتي .
وبعد أن انتهت فترة إقامة سيدي أبي الحسن عند شيخه سيدي عبد السلام بن مشيش قال له شيخه وهو يودعه
يا علىّ ارتحل إلى إفريقيا واسكن بها بلدا تسمى { شَاذِلَةَ }
وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس . ويؤتى عليك من قبل السلطنة . وبعد ذلك تنتقل إلى أرض المشرق وبها ترث القطبية.
فقال سيدنا أبو الحسن لأستاذه .. بعدما تهيَّأ للرحيل .. أوصنى.
قال سيدنا عبد السلام: يا علىّ .. الله الله .. والناس الناس ..
نــزِّه لسانك عن ذكرهم، وقلبك عن التمايل من قِبَلهم، وعليك بحفظ الجوارح . وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية الله عندك . ولاتذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك، وقل: اللهم ارحمنى من ذكرهم، ومن العوارض من قِبَلهم . ونجنى من شرهم . وأغننى بخيرك عن خيرهم . وتولّنى بالخصوصية من بينهم . إنك على كل شىءٍ قديرـ
اشهر تلاميذ سيدنا ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
ومن أشهر تلاميذه الذين ورثوا علمه سيدنا أحمد أبو العباس الـمُرسي { توفى سنة 686هـ }
ومن تلاميذ سيدنا الـمرسي ياقوت العرش المتوفى بالإسكندرية { توفى سنة 707 هـ }
ومن تلاميذ سيدنا ياقوت العرش سيدنا ابن عطاء الله السَّكَنْدَرِيُّ { توفى سنة 709 ه }
وحضر عليه العز ابن عبد السلام وابن دقيق العيد وعبد العظيم المنذرى وابن الصلاح وابن الحاجب، وجمال الدين عصفور، ونبيه الدين ابن عوف، ومحي الدين سراقة، والعلم ياسين تلميذ ابن العربي، وغيرهم.
ثناء العلماء على سيدنا ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
كان الشيخ الإمام قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة يرى أنه في بركة الشيخ أبي الحسن الشاذلي في مصر .. وكان يفتخر بصحبته
وقال الحافظ السيوطي (ت911هـ) ما نصه: الشيخ أبو الحسن الشاذلي شيخ الطائفة الشاذلية هو الشريف تقي الدين علي بن عبد الله عبد الجبار، قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله من الشاذلي
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقات الأولياء:
علي أبو الحسن الشاذلي السيد الشريف من ذرية محمد بن الحسن .. زعيم الطائفة الشاذلية نسبة إلى شاذلة قرية بإفريقية نشأ ببلده فاشتغل بالعلوم الشرعية حتى أتقنها وصار يناظر عليها مع كونه ضريرًا ثم سلك منهاج التصوف وجد واجتهد حتى ظهر صلاحه وخيره وطار في فضاء الفضائل طيره .. وحمد في طريق القوم سراه وسيره نظم فرقق ولطف وتكلم على الناس فقرط الأسماع وشنف وطاف وجال ولقي الرجال وقدم إلى إسكندرية من المغرب وصار يلازم ثغرها من الفجر إلى المغرب وينتفع الناس بحديثه الحسن وكلامه المطرب وتحول إلى الديار المصرية وأظهر فيها طريقته المرضية
وحج مرارًا ومات قاصدًا الحج في طريقه .. قال ابن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله منه .. ومع ذلك آذوه وأخرجوه بجماعته من المغرب وكتبوا إلى نائب إسكندرية أنه يقدم عليكم مغربي زنديق وقد أخرجناه من بلدنا فاحذروه فدخل إسكندرية فآذوه فظهرت له كرامات أوجبت اعتقاده
مات رحمه الله تعالى بصحراء عيذاب قاصدًا للحج أواخر ذي القعدة ودفن هناك.
وقال الفقيه الشافعي المشهور سراج الدين عمر بن علي المصري المعروف بابن الملقن (804 هـ) في كتابه طبقات الأولياء في ترجمة الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه: إنه علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الشاذلي الضرير الزاهد نزيل السكندرية وشيخ الطائفة الشاذلية .. انتسب في بعض مصنفاته إلى الحسن بن علي بن أبي طالب فقال بعد يوسف المذكور بن يوشع بن برد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .. كان كبير المقدار عالي المقام، صحب الشيخ نجم الدين بن الأصفهاني نزيل الحرم ومن أصحابه الشيخ أبو العباس المرسي
وقال المؤرخ صلاح الدين الصفدي في كتابه نكت الهميان: إن المترجَم هو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الشاذلي بالشين والذال المعجمتين وبينهما ألف وفي الآخر لام، وشاذلة قرية بإفريقية .. المغربي الزاهد نزيل الإسكندرية وشيخ الطائفة الشاذلية .. وقد انتسب في بعض مصنفاته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو رجل كبير القدر كثير الكلام عالي المقام له نظم ونثر .. وكان سيدنا ابو الحسن الشاذلي ضريرًا وحج مرّات وتوفي رحمه الله تعالى بصحراء عيذاب قاصدَ الحج فدفن هناك في أول ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
وذكر ابن الملقن وعبد الوهاب الشعراني وغيرهما أن من مريديه القطب أبي العباس المرسي رضي الله عنه المدفون في الإسكندرية.اهـ. وأبو العباس المرسي شيخ ياقوت العرشي رضي الله عنهما.
ولو لم يكن لأبي الحسن الشاذلي من المريدين إلا سيدنا أبي العباس المرسي رضي الله عنه وكذا لو لم يكن لأبي العباس المرسي من المريدين إلا ياقوت العرشي لكفاهما دليلاً على علو كعبهما ومقامهما رضي الله عن الجميع.
وليعلم أنه لا يجوز الطعن في من ثبتت عدالته وإمامته بنقل لا يثبت وهو من سوء الظن بعباد الله الذي نهينا عنه
وفاته رضى الله عنه وارضاه
حج مرات وتُوُفـِّيَ بِصَحْرَاءِ عَيْذَابَ فى "حُمَيْتَرَة" ويقال أَيضًا "حُمَيْتَرَا بالأَلف" من الصعيد .. قاصدا الحج فدفن هناك في شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سنة ست وخمسين وستمائة 656 هـ.
وذكر ابن بطوطة فى رحلته: عن سيدنا ياقوت العرش عن سيدنا أبى العباس الـمرسى أن سيدنا أبا الحسن الشاذلى كان يحج كل سنة .. فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا .. فقال له: لماذا؟ قال:" حُمَيْتَرَا سوفَ تَرَى "، فلما بلغ حميترا اغتسل الشيخ وصلى ركعتين فقبضه الله فى آخر سجدة ودفن هناك.
وفي درة الأسرار:" وبات تلك الليلة متوجها إلى الله تعالى ذاكرا يسمعه أصحابه وهو يقول: إلـهي إلـهي، فلما كان السحر سكن، فظننا أنه نام، فحركناه فوجدناه ميتا "
رحمه الله شيخنا ورضي الله عنه ورضى عنا به وجمعنا الله به مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ان الله على كل شئ قدير .. اللهم امين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد النور الذاتى والسر السارى فى سائر الاسماء والصفات وعلى اله وصحبه عدد كمال الله وكما يليق بكماله
تعريف بسيدى الامام الشاذلى رضى الله عنه امام ومؤسس الطريقة الشاذلية
هو قطب الزمان . الحامل فى وقته لواء اهل العرفان .
استاذ الاكابر المنفرد فى زمانه بالمعارف والمفاخر .
ذو الماثر السنية والحقائق النورانية .
والتنزلات الغيبية والاسرار القدسية .
ذو الفيض الصمدى ... والمشرب المحمدى .
العالم بالله والدال على الله والداعى الى سبيل جنته
الغوث الجامع وبرق المعارف اللامع .
اوحد اهل زمانه علما وحالا ومعرفة ومقالا .
الشريف الحسيب النسيب . والعهد الذى هو من الله قريب .
ذو النسبتين الطاهرتين الروحية والجسدية .
والوارثتين الكريمتين الحسية والمعنوية
امام العارفين وعلم المهتدين ومعراج الواصلين .
الاستاذ المربى الفاضل تقى الدين سيدنا ومولانا الامام على ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه وارضاه ورضى عنا به امين
نسبه الشريف رضى الله عنه
كما ذكره الامام تاج الدين سيدى احمد بن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه فى لطائف المنن ...
هو على بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصى بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن احمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن على بن ابى طالب . وابن سيدتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا ومولانا محمد رسول الله صل الله عليه واله وصحبه وسلم
ولادته رضى الله عنه وارضاه
ففى نحو سنة 593 من الهجرة النبوية . على صاحبها افضل الصلاة والسلام . بقرية من قرى غمارة فى افريقيا . قريبة من سبته وهى بالمغرب الاقصى
صفته رضى الله عنه وارضاه
فهو ادم اللون نحيف الجسم . طويل القامة خفيف العارضين . طويل اصابع اليدين كانه حجازى وكان رضى الله عنه فصيح اللسان عذب الكلام
تلقى رضى الله عنه علوم القرآن والحديث على يد شيوخ بلدته . ثم اتجه بعد ذلك إلى مدينة فاس وسلك طريق التصوف على يد الصوفى الكبير سيدى عبد الله بن أبى الحسن بن حرازم وهو تلميذ سيدى أبى مدين . بعد ذلك توجه لمدينة تونس وتلقى علوم الشريعة وتفقه على مذهب الإمام مالك ودرس علوم الفقه والأدب.
لقاء سيدنا ابو الحسن الشاذلى بسيدنا القطب عبدالسلام بن مشيش
سافر سيدنا أبو الحسن الشاذلى إلى العراق ثم عاد إلى بلده
والتقى بسيدنا عبد السلام بن مشيش إمام أهل المغرب . يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي: لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله، وكنت أطلب القطب .
فقال لي { تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك، ارجع إلى بلادك تجده }
فرجعت إلى المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصّديق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني .
قال سيدنا أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنه
لما قدمت عليه وهو ساكن مغارة برباطة في رأس الجبل اغتسلت في عين في أسفل الجبل وطلعت عليه . فلما رآني قال: مرحبًا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار، فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخذني منه الدهش، فأقمت عنده أيامًا إلى أن فتح الله على بصيرتي .
وبعد أن انتهت فترة إقامة سيدي أبي الحسن عند شيخه سيدي عبد السلام بن مشيش قال له شيخه وهو يودعه
يا علىّ ارتحل إلى إفريقيا واسكن بها بلدا تسمى { شَاذِلَةَ }
وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس . ويؤتى عليك من قبل السلطنة . وبعد ذلك تنتقل إلى أرض المشرق وبها ترث القطبية.
فقال سيدنا أبو الحسن لأستاذه .. بعدما تهيَّأ للرحيل .. أوصنى.
قال سيدنا عبد السلام: يا علىّ .. الله الله .. والناس الناس ..
نــزِّه لسانك عن ذكرهم، وقلبك عن التمايل من قِبَلهم، وعليك بحفظ الجوارح . وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية الله عندك . ولاتذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك، وقل: اللهم ارحمنى من ذكرهم، ومن العوارض من قِبَلهم . ونجنى من شرهم . وأغننى بخيرك عن خيرهم . وتولّنى بالخصوصية من بينهم . إنك على كل شىءٍ قديرـ
اشهر تلاميذ سيدنا ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
ومن أشهر تلاميذه الذين ورثوا علمه سيدنا أحمد أبو العباس الـمُرسي { توفى سنة 686هـ }
ومن تلاميذ سيدنا الـمرسي ياقوت العرش المتوفى بالإسكندرية { توفى سنة 707 هـ }
ومن تلاميذ سيدنا ياقوت العرش سيدنا ابن عطاء الله السَّكَنْدَرِيُّ { توفى سنة 709 ه }
وحضر عليه العز ابن عبد السلام وابن دقيق العيد وعبد العظيم المنذرى وابن الصلاح وابن الحاجب، وجمال الدين عصفور، ونبيه الدين ابن عوف، ومحي الدين سراقة، والعلم ياسين تلميذ ابن العربي، وغيرهم.
ثناء العلماء على سيدنا ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه
كان الشيخ الإمام قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة يرى أنه في بركة الشيخ أبي الحسن الشاذلي في مصر .. وكان يفتخر بصحبته
وقال الحافظ السيوطي (ت911هـ) ما نصه: الشيخ أبو الحسن الشاذلي شيخ الطائفة الشاذلية هو الشريف تقي الدين علي بن عبد الله عبد الجبار، قال الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله من الشاذلي
قال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في طبقات الأولياء:
علي أبو الحسن الشاذلي السيد الشريف من ذرية محمد بن الحسن .. زعيم الطائفة الشاذلية نسبة إلى شاذلة قرية بإفريقية نشأ ببلده فاشتغل بالعلوم الشرعية حتى أتقنها وصار يناظر عليها مع كونه ضريرًا ثم سلك منهاج التصوف وجد واجتهد حتى ظهر صلاحه وخيره وطار في فضاء الفضائل طيره .. وحمد في طريق القوم سراه وسيره نظم فرقق ولطف وتكلم على الناس فقرط الأسماع وشنف وطاف وجال ولقي الرجال وقدم إلى إسكندرية من المغرب وصار يلازم ثغرها من الفجر إلى المغرب وينتفع الناس بحديثه الحسن وكلامه المطرب وتحول إلى الديار المصرية وأظهر فيها طريقته المرضية
وحج مرارًا ومات قاصدًا الحج في طريقه .. قال ابن دقيق العيد: ما رأيت أعرف بالله منه .. ومع ذلك آذوه وأخرجوه بجماعته من المغرب وكتبوا إلى نائب إسكندرية أنه يقدم عليكم مغربي زنديق وقد أخرجناه من بلدنا فاحذروه فدخل إسكندرية فآذوه فظهرت له كرامات أوجبت اعتقاده
مات رحمه الله تعالى بصحراء عيذاب قاصدًا للحج أواخر ذي القعدة ودفن هناك.
وقال الفقيه الشافعي المشهور سراج الدين عمر بن علي المصري المعروف بابن الملقن (804 هـ) في كتابه طبقات الأولياء في ترجمة الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه: إنه علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الشاذلي الضرير الزاهد نزيل السكندرية وشيخ الطائفة الشاذلية .. انتسب في بعض مصنفاته إلى الحسن بن علي بن أبي طالب فقال بعد يوسف المذكور بن يوشع بن برد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .. كان كبير المقدار عالي المقام، صحب الشيخ نجم الدين بن الأصفهاني نزيل الحرم ومن أصحابه الشيخ أبو العباس المرسي
وقال المؤرخ صلاح الدين الصفدي في كتابه نكت الهميان: إن المترجَم هو علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن يوسف أبو الحسن الشاذلي بالشين والذال المعجمتين وبينهما ألف وفي الآخر لام، وشاذلة قرية بإفريقية .. المغربي الزاهد نزيل الإسكندرية وشيخ الطائفة الشاذلية .. وقد انتسب في بعض مصنفاته إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو رجل كبير القدر كثير الكلام عالي المقام له نظم ونثر .. وكان سيدنا ابو الحسن الشاذلي ضريرًا وحج مرّات وتوفي رحمه الله تعالى بصحراء عيذاب قاصدَ الحج فدفن هناك في أول ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
وذكر ابن الملقن وعبد الوهاب الشعراني وغيرهما أن من مريديه القطب أبي العباس المرسي رضي الله عنه المدفون في الإسكندرية.اهـ. وأبو العباس المرسي شيخ ياقوت العرشي رضي الله عنهما.
ولو لم يكن لأبي الحسن الشاذلي من المريدين إلا سيدنا أبي العباس المرسي رضي الله عنه وكذا لو لم يكن لأبي العباس المرسي من المريدين إلا ياقوت العرشي لكفاهما دليلاً على علو كعبهما ومقامهما رضي الله عن الجميع.
وليعلم أنه لا يجوز الطعن في من ثبتت عدالته وإمامته بنقل لا يثبت وهو من سوء الظن بعباد الله الذي نهينا عنه
وفاته رضى الله عنه وارضاه
حج مرات وتُوُفـِّيَ بِصَحْرَاءِ عَيْذَابَ فى "حُمَيْتَرَة" ويقال أَيضًا "حُمَيْتَرَا بالأَلف" من الصعيد .. قاصدا الحج فدفن هناك في شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سنة ست وخمسين وستمائة 656 هـ.
وذكر ابن بطوطة فى رحلته: عن سيدنا ياقوت العرش عن سيدنا أبى العباس الـمرسى أن سيدنا أبا الحسن الشاذلى كان يحج كل سنة .. فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا .. فقال له: لماذا؟ قال:" حُمَيْتَرَا سوفَ تَرَى "، فلما بلغ حميترا اغتسل الشيخ وصلى ركعتين فقبضه الله فى آخر سجدة ودفن هناك.
وفي درة الأسرار:" وبات تلك الليلة متوجها إلى الله تعالى ذاكرا يسمعه أصحابه وهو يقول: إلـهي إلـهي، فلما كان السحر سكن، فظننا أنه نام، فحركناه فوجدناه ميتا "
رحمه الله شيخنا ورضي الله عنه ورضى عنا به وجمعنا الله به مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ان الله على كل شئ قدير .. اللهم امين
تعليق