مقام التوبة الجزء الثانى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت ببســــــم الله محيى الأنــــــام
وأزكـــى التحيـــة وأطيب الســـلام
علــــى النبـــى عالــى المقــــــــام
أحمـــد محمـــــد مســـــك الختـــام
النـــور الماحـــى لكـــــل ظــــــلام
العربـى التهامى المظــلل بالغمــام
شفيـــع البرايــا يـــــوم الزحـــــام
والآل والصحب الســـادة الكــــرام
وعلى بضعـــــة نبينا بدر التمــــام
وعلى أمير المؤمنين الأسد الهمـام
وعلى الحسنين الســـادة الأعـــلام
وعلى رئيسة الديوان بنت الإمـــام
وعلى كل المؤمنين إلى يوم القيـام
عدد كل شئ فى الكـون زال أو دام
الأخوة الكرام والأخوات الكريمات جزاكم الله كل خير
كنت تكلمت فى الموضوع السابق عن مقام التوبة وأنه أول طريق السالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت ببســــــم الله محيى الأنــــــام
وأزكـــى التحيـــة وأطيب الســـلام
علــــى النبـــى عالــى المقــــــــام
أحمـــد محمـــــد مســـــك الختـــام
النـــور الماحـــى لكـــــل ظــــــلام
العربـى التهامى المظــلل بالغمــام
شفيـــع البرايــا يـــــوم الزحـــــام
والآل والصحب الســـادة الكــــرام
وعلى بضعـــــة نبينا بدر التمــــام
وعلى أمير المؤمنين الأسد الهمـام
وعلى الحسنين الســـادة الأعـــلام
وعلى رئيسة الديوان بنت الإمـــام
وعلى كل المؤمنين إلى يوم القيـام
عدد كل شئ فى الكـون زال أو دام
الأخوة الكرام والأخوات الكريمات جزاكم الله كل خير
كنت تكلمت فى الموضوع السابق عن مقام التوبة وأنه أول طريق السالك
والآن نكمل بإذن الله عز وجل كلامنا فى مقام التوبة
يقول سيدنا الجنيد رضى الله عنه وأرضاه:
"دخلت يوما على سيدنا السرى السقطى رضى الله عنه وأرضاه،
فقال الامام الجنيد .. فرأيت عليه همّا،
فقلت: أيها الشيخ أرى عليك هما،
فقال: الساعة دقّ عليّ داق الباب،
فقلت: ادخل. فدخل عليّ شاب في حدود الإرادة،
فسألني عن معنى التوبة، فأخبرته،
وسألني عن شرط التوبة، فأنبأته.
فقال: هذا معنى التوبة، وهذا شرطها، فما حقيقتها؟
فقلت: حقيقة التوبة عندكم أن لا تنسى ما من أجله كانت التوبة.
فقال: ليس هو كذلك عندنا.
فقلت له: فما حقيقة التوبة عندكم؟
فقال: حقيقة التوبة ألاّ تذكر ما من أجله كانت التوبة.
وأنا أفكر في كلامه.
قال الجنيد: فقلت: ما أحسن ما قال.
قال فقال لي: يا جنيد، وما معنى هذا الكلام؟
فقال الامام الجنيد : يا أستاذ، إذا كنت معك في حال الجفاء،
ونقلتني من حال الجفاء إلى حال الصفاء،
فذكري للجفاء في حال الصفاء غفلة.
وهذا المعنى لا يكون فى اول التوبة ، فأول التوبة الندامة ثم الاستقامة، ثم إذا أكرمه الله بالقبول ولاحت له بشائر النور فهنا يتغير الحال وتصبح من أهل الوصال، فهنا وجب عليك ألاّ تذكر ما من أجله كانت التوبة.
فيا أيها المريد الصادق والعبد التائب الى ربه سبحانه وتعالى، أقبل على الله عز وجل بقلب خاشع وأساله التوبة والمغفرة وقل فى مناجاتك لله عز وجل : اللهم إنك تعلم أني بالجهالة معروف، وأنت بالعلم موصوف، وقد وسعت كل شيء من جهالتي بعلمك فسع ذلك برحمتك كما وسعته بعلمك واغفر لي إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألك التوبة الكاملة والمغفرة الشاملة والمحبة الجامعة والخلة الصافية والمعرفة الواسعة والأنوار الساطعة والشفاعة القائمة والحجة البالغة والدرجة العالية وفك وثاقنا من المعصية ورهاننا من النقمة بمواهب المنة.
اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها ونعوذ بك من المعصية وأسبابها وذكرنا بالخوف منك قبل هجوم خطراتها، واحملنا على النجاة منها ومن التفكر في طرائقها وامح من قلوبنا حلاوة ما اجتنيناه منها، واستبدلها بالكراهة لها والطعم لما هو بضدها، وأفض علينا من بحر كرمك وعفوك حتى نخرج من الدنيا على السلامة من وبالها واجعلنا عند الموت ناطقين بالشهادة عالمين بها، وارأف بنا رأفة الحبيب بحبيبه عند الشدائد ونزولها وأرحنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها.
اللهم إنا نسألك توبة سابقة منك إلينا لتكون توبتنا تابعة إليك منا، وهب لنا التلقي منك كتلقي آدم منك الكلمات، ليكون قدوة لولده في التوبة والأعمال الصالحات، وباعد بيننا وبين العناد والإصرار والشبه بإبليس رأس الغواة،واجعل سيئاتنا سيئات من أحببت ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت، فالإحسان لا ينفع مع البغض منك والإساءة لا تضر مع الحب فيك، وقد أبهمت علينا الأمر لنرجو ونخاف فآمن خوفنا ولا تخيب رجاءنا وأعطنا سؤلنا، فقد أعطيتنا الإيمان من قبل أن نسألك وكتبت وحببت وزينت وكرّهت وأطلقت الألسن ما به ترجمت، فنعم الرب أنت فلك الحمد على ما أنعمت، فاغفر لنا ولا تعاقبنا بالسلب بعد العطاء ولا بكفران النعم وحرمان الرضاء.
اللهم رضنا بقضائك وصبرنا على طاعتك وعن معصيتك وعن الشهوات الموجبات للنقص أو البعد عنك، وهب لنا حقيقة الإيمان بك حتى لا نخاف غيرك ولا نرجو غيرك ولا نحب غيرك ولا نعبد شيئا سواك، وأوزعنا شكر نعمائك وغطنا برداء عافيتك وانصرنا باليقين والتوكل عليك، وأسفر وجوهنا بنور صفاتك وأضحكنا وبشرنا يوم القيامة بين أوليائك،واجعل يدك مبسوطة علينا وعلى أهلينا وأولادنا ومن معنا برحمتك.
تعليق